بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن المتأمّل في سيرة هذا النبي العظيم يجدها سيرة طاهرة نقية معصومة ،
صلاة الله وسلامه عليك يا سيدي يا رسول الله، يا نبي الرحمة والهدى، يا من أرسلك الله رحمة للعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ
إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء:107]، فأنت رحمة مهداة ونعمة مسداة، كما أخبرت بقولك: "إنما أنا رحمة مهداة"؛ كأن
الرحمة اجتمعت وتمثلت فكنت أنت هي وهي أنت .
فبعثتك رحمة ، هدى الله بك من الضلال، وأنار بك من الظلمات، وأحيى بك من موات، كيف كان العالم قبل بعثتك، ثم
كيف صار بنور هدايتك؟
حديثك رحمة يا من قلت " الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ".
سيرتك رحمة يا من عفوت عمن ظلم ووصلت من قطع و أعطيت من منع
نعم أنت رحمة و الدين الذي بعثت به رحمة ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) ، والكتاب الذي أنزله الله عليك
هدى ورحمة {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[الإسراء:82].
سماك الله يا سيدي رءوفًا رحيمًا {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}
[التوبة:128].
فكنت رحيمًا بأصحابك رفيقًا حتى بأعدائك، حريصًا على هدايتهم. {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}[الشعراء:3].
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران:159].
كان همك الأكبر ومقصودك الأعظم هداية الناس ونفعهم، رحمة بهم، وشفقة عليهم من غضب الله،
لما قيل لك ادع على المشركين فقلت: "إنما بعثت رحمة ولم أبعث لعانًا" ، ولما جاءك الطفيل بن عمرو يطلب منه أن
تدعو على قبيلة دوس فقلت: "اللهم اهدِ دوسًا وائت بهم".
ولما جاءك ملك الجبال يريد أن يهلك أهل مكة الذي آذوك وأصحابك بعد رجوعك من الطائف فقلت: "لا لعل الله أن يخرج
من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئًا".
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه وأجزه عنا خير الجزاء